السبت، 8 نوفمبر 2014

الأختيار



 في هذه الحياة دائما ما نقف عند بداية شيء ما و نفكر -احيانا قليلا واحيانا اخرى كثيرا- هل انا سائر في الطريق الصحيح ؟
هل خطوتي المقبله ستقودني الى ما اريد؟
هل كان خياري صائبا؟
 وأكثر الأسئله صعوبة و ارباكا هو:  هل أبدأ ام أنسحب قبل ان اغرق في بحر خيار خاطئ ؟
تساؤلات كثيره وشكوك محيرة دائما ما تعصف بنا ونحن نقف عند خط البداية لأي شيئ نحن مقبلون عليه  في هذه الحياة قد يكون هذا الشيئ مهما و مصيريا كأختيار مجال الدراسه او اختيار وظيفة او الانتقال للعيش في بلد أخرى , او قد يكون هذا الشيئ عادي بالمره كاختيار ملابسك أو أختيار لون حائط غرفة المعيشه (ولو أنني أعتقد أن هذا أمر مصيري ومهم للغايه بالنسبه لبنات حواء) .
هكذا اذن ونحن نسير من خيار الى اخر ومن طريق الى مفترق طرق ودائما ما نحن مطالبون بالاختيار يمين ام يسار اليوم ام غدا ابيض ام اسود .

قد نهرب مره او نؤجل اخرى لكن لابد لنا في النهاية من ان  نصنع خيارنا , (نصنع خيارنا) كم هي معبرة هذه الجملة لان خيارنا يصنع بالفعل ولا ياتي وليد لحظته انه ياتي نتيجة تفكير و تمحيص و تمعن و احيانا صراع داخلي بين تيارات متعدده تتصادم داخلك حتى إن ظننا باننا صنعنا خيارنا بطريقة عشوائيه او بالصدفه فلا مفر اننا نحن من صنعه ولو كان هذا بعقلنا الباطن اللاواعي .
ان الاختيار هو ما يميزنا كبشر عن باقي المخلوقات هو ما يدفعنا لنعيش و نستيقظ كل يوم فلو اخبرت شخصا بان لا خيار له في أي شيئ وان كل خياراته قد حسمت سلفا  فلا اعتقد باته سيطيق العيش للحظة واحده .
ولكن احيانا نواجه في حياتنا ما يعرف بالخيار الصعب او كما يقول المثل ( خيارين أحلاهما مر) فتجبرنا الظروف او الاشخاص على ان نصنع خيارا لا نريده ومع ذلك نحن مجبرون عليه او هكذا نقول لانفسنا عندما تهجم علينا خيارتنا الاخرى قبل ننام .
اننا دائما ما نراجع خيارتنا نبارك واحدا و نلوم انفسنا الف مره على اخر , نتمنى بحق وجود آلة الزمن لنعود بها ونصفع انفسنا و نصيح باعلى صوت لا تختار هذا ارجوك عندما يكون خيارا كارثيا و نعيش المه كل يوم ولحظه ربما لاخر يوم في حياتنا .
ان الندم على خيار ما قد يسيطر علينا و يثقل انفسنا بكلمة لو , ماذا لو قلت كذا او ماذا لو فعلت كذا , ومع هذا فاننا كنا مقتنعين بالتأكيد بهذا الخيار وقت ان صنعناه وكنا على يقين بانه الخيار الصحيح  لكن نتائجه التي لم تكن معروفة وقتها هي ما تجعلنا غارقين في الندم الآن .
 دائما ما ننصح اصدقائنا و افراد اسرتنا النادمين على خيار اتخذوه بان ينسوا ما حدث ويتجاوزه لان ما حدث قد حدث ولا يمكن تغييره , لكننا في قرارة انفسنا نعرف بانهم لن يتوقفوا عن لوم انفسهم لاننا ببساطه مررنا بنفس تجربتهم و نعرف اننا ملاحقون دوما بشبح خيارات خاطئه اتخذناها سابقا ولم نستطيع اراحة انفسنا منها و دفنها في مقبرة الماضي لاننا دائما ما نوبخ انفسنا بقول لو كنت فقط قلت كذا او فعلت كذا لما كان هذا حالي الآن  .
ولكن يجب الا نسمح لهذا كله بتعطيل حياتنا و منعنا من اتخاذ خيارات وقرارات مهما بدت مخيفه و مرعبه لنا لاننا لو توقفنا عن ذلك واغلقنا على انفسنا ابوبها و تركنا امواج الحياة تجرفنا او سلمنا لشخص اخر كل خيارتنا عند تلك اللحظة نتوقف عن كوننا بشرا وتخلينا عن اهم ما يميزنا  .
وعن خياري الليلة الذي كان يراودني من سنين وكنت دائما ما أؤجله لاسباب غير مقنعة في اكثرها , خياري هو ان أنشأ هذه المدونه لاصب فيها أفكاري و أرائي و أحلامي حتى وان لم يقرأها احد وتاهت في الزحام المهم انني اخترت وقررت ونفذت خياري والباقي اتركه بيد الزمن فمن يدري الي أين سيقودني خياري .